باحث فرنسي: الصفقات الأساسية لاستمرار العدوان الروسي على أوكرانيا تتم من دبي

باحث فرنسي: الصفقات الأساسية لاستمرار العدوان الروسي على أوكرانيا تتم من دبي

  • باحث فرنسي: الصفقات الأساسية لاستمرار العدوان الروسي على أوكرانيا تتم من دبي

اخرى قبل 9 شهر

باحث فرنسي: الصفقات الأساسية لاستمرار العدوان الروسي على أوكرانيا تتم من دبي

باريس-

في مقال رأي بصحيفة “لوموند” الفرنسية تحت عنوان: “في مواجهة أوكرانيا.. لعبة روسيا بين إيران والإمارات”، قال جان بيير فيليو، أستاذ العلوم السياسية، إن الكرملين يعتمد، لمواصلة عدوانه على أوكرانيا، على شريكيه الأساسيين، إيران في تسليم شحنات الطائرات بدون طيار، والإمارات العربية المتحدة، للالتفاف على العقوبات.

وذكّر أستاذ العلوم السياسية في جامعات فرنسية أن موسكو استضافت في شهر يوليو الماضي “حوارا استراتيجيا” مع مجلس التعاون الخليجي، أيدت روسيا في ختامه “مبادرة دولة الإمارات العربية المتحدة وجهودها لتحقيق حل سلمي” للنزاع بين أبوظبي وطهران على جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى. وأعربت إيران علانية عن انزعاجها من تحدي سيادتها على هذه الجزر الثلاث بهذه الطريقة.

واستدعت وزارة الخارجية الإيرانية السفير الروسي في طهران بهدف “تصحح موسكو موقفها”. وتستبعد أطروحة السيادة “الأبدية” الإيرانية على الجزر الثلاث فعلياً أي نوع من المحادثات حول هذا الموضوع مع الإمارات العربية المتحدة، مما يجعل التطور الروسي أكثر إثارة للقلق بالنسبة لطهران.

وتابع جان بيير فيليو القول “بما أن الأسابيع القليلة الماضية قد شهدت تكثيفًا للضربات الروسية ضد أهداف مدنية في أوكرانيا، فإن طائرات شاهد الإيرانية، والتي تعد أكثر دقة من الصواريخ الروسية، تسببت مرة أخرى في إحداث الفوضى. كان هذا هو الحال بشكل خاص على الحدود مع رومانيا، حيث تضررت عشرات الآلاف من الأطنان من الحبوب، على مسافة قصيرة جدًا من أراضي دولة عضو في الناتو. وبالإضافة إلى مئات الطائرات بدون طيار “كاميكاز” التي سلمتها إيران بالفعل، تخطط طهران لنقل إنتاج شاهد إلى الأراضي الروسية.

الأصول الإماراتية

ومع ذلك، كان على الكرملين أن يوازن، من ناحية، بين هذا التعاون العملي والصلب مع إيران، ومن ناحية أخرى، الفوائد متعددة الأوجه لتجاوزه للعقوبات الغربية بفضل الإمارات العربية المتحدة. فقد يظهر محمد بن زايد، رئيس الإمارات، حياده في الحرب الأوكرانية، لكن الصفقات الأساسية لاستمرار العدوان الروسي تتم من دبي، يقول أستاذ الجامعي الفرنسي، موضحاً أن هذه الإمارة أصبحت في البداية ملاذًا حقيقيًا للأوليغارشيين الروس المسجلين على “القوائم السوداء” المختلفة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن “الأسطول الشبح” الذي يفرغ النفط الروسي في تحد للعقوبات الغربية يُدار إلى حد كبير من الإمارات العربية المتحدة، حيث حصل التجار المقيمون في دبي وحدهم على ثلث صادرات النفط الروسية من شهر يناير إلى شهر أبريل عام 2023. وتعتمد موسكو أيضًا على الإمارات لتوريد المعدات الحساسة، لا سيما المكونات الإلكترونية، في حين أن غموض مركز دبي المالي يسهل مجموعة كاملة من عمليات غسيل الأموال، يوضح جان بيير فيليو.

لذلك- يتابع الأستاذ الجامعي الفرنسي- اختار الرئيس بوتين إرضاء نظيره الإماراتي بشأن المسألة الرمزية للجزر الثلاث المتنازع عليها مع إيران، مخاطراً بإغضاب “حليف” إيراني بخيارات محدودة. فلدى طهران حاجة ماسة للدعم الروسي للحفاظ على استثماراتها الضخمة إلى جانب نظام بشار الأسد في سوريا، بينما على حدودها الشمالية، طورت أذربيجان، على الرغم من سكانها الذين يغلب عليهم الشيعة، تعاونها العسكري مع تركيا وإسرائيل، يشير كاتب المقال.

ويضيف جان بيير فيليو القول إن الإمارات العربية المتحدة، من ناحية أخرى، يتودد إليها العالم بأسره، على خلفية التنافس المتزايد بينها والمملكة العربية السعودية. وقد ثمّن الكرملين غياب محمد بن زايد عن القمة العربية الأخيرة في مدينة جدة السعودية، والتي حضرها الرئيس الأوكراني كضيف شرف.

كما أن تمثيل الإمارات لم يكن أفضل في الاجتماع الدولي الذي استضافته مدينة جدة أيضا مؤخراً، ولا سيما لمناقشة “صيغة السلام” الخاصة بكيف، يُشير الكاتب، منهياً مقال رأيه هذا في “لوموند”، بالقول إن دعم فلاديمير بوتين لمحمد بن زايد في نزاعه الإقليمي مع إيران يجعل من الممكن، بتكلفة أقل لموسكو، ترسيخ الإمارات كشريك استراتيجي في العدوان الروسي على أوكرانيا، وذلك في وقت تقترب فيه أكثر فأكثر من كييف.

“القدس العربي”:

التعليقات على خبر: باحث فرنسي: الصفقات الأساسية لاستمرار العدوان الروسي على أوكرانيا تتم من دبي

حمل التطبيق الأن